لا شك أننا متفقون أن الحكم على الناس من خلال الظاهر غير مقبول بثاتا، وكذلك لا يقبل العميقون الحكم عليهم بظاهرة العمق من خلال نوع ولون الثياب التي يلبسونها، ولا الرياضة التي يمارسونها واختاروها لهم بعناية كما يقولون...
لكنهم متفقون على أن العميق لابد أن يتصف بصفة العمق في التفكير والإحساس والشعور، وبهذا فهم يقبلون ويحبون كل من يتميز بهذه الصفة سواء كان ماديا كشخص أو معنويا كفكرة أو نظرية علمية تغوص في أعماق المادة أو الكون...
لهذا نجدهم قد تأثروا جدا بالصور والمشاهد التي إلتقطها تلسكوب جيمس ويب، التي عبر عنها بأنها مشاهد مذهلة لأعماق الكون...
فعمقهم يجعلهم يتعلقون بكل ما هو عميق ويحبونه ويحبون من أنتج وأحب ودافع عن هذا العمق، وكذلك يعادون ويكرهون كل من كان خلاف ذلك...
وبهذا فالعمقين من المسلمين في البلدان الإسلامية نجدهم في الغالب يعادون الدعاة والمشايخ وحتى العلماء لأنهم يعتقدون أنهم ضد العمق الفكري والعلمي، وبهذا أصبح الكثير منهم يعادي الإسلام وشعائره من دون أن يشعر ...
فهل حقا الإسلام ضد العمق الفكري؟؟؟؟
هي بنا نغوص في أعماق الكون من خلال القرآن الكريم، كيف ذلك؟؟؟
لقد أنرل الله تبارك وتعالى القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ليتحدى به كل العلماء والعلوم عبر التاريخ زمانا ومكانا...
فهي نلقي نظرة على تحدي القرآن لما يمكن أن يصل إليه علم وعلماء الفضاء والكون (مثلا (NASA)) قال تعالى:( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)، وإنا لموسعون أي: لقادرون على الإيساع، كما أوسعنا بناءها [ تفسير القاسمي ص: 5535 ]. فهكذا تحدث القرآن قبل أكثر من 14 القرن أي أكثر من ألف وأربعمائة سنة، قبل ان توجد أمريكا نفسها بآلاف السنين، تحدث عن حدود أعماق الكون بما هو أبعد بأرقام لاحصر لها عن الصورة التي التقطها جيمس ....
فجيمس بكل مايملك من قوة وما وراءه من قوة علمية وتقنية دقيقة جدا لم يستطع أن يصل إلى حدود الكون ....
وعجز جيمس على الوصول إلى حدود الكون يأكد لنا مرة أخرى أن الإنسان عاجز بعقله وفكره وأعضائه على الوصول إلى ما حده لنا القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وبهذا سيبقى العقل والفكر مهما تعمقا محدودان بحدود كونية، كما هو حال البصر، فلا تسطيع العين التمييز بين الأشياء حينما نخرج عن مجال قدرتها البصرية، وكذلك الصوت والسمع...
فهذا دليل من أدلة لا حصر لها في القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم على اتساع الفكر الإسلامي، وحتى لا أطيل عليكم....
فمن أراد العمق الفكري عليه باتباع القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فإنهما نور يضيئ للإنسان فكره وقلبه لينفتح على أعماق العمق.
تعليقات
إرسال تعليق