أنزل الله عز وجل القرآن الكريم على سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم في شهر رمضان المبارك، قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)
أنزل الله عز وجل القرآن الكريم على سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم في شهر رمضان المبارك، قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)
ومما يدل على أهمية القرآن في رمضان أن النبي عليه الصلاة والسلام كان
يعرضه على جبريل عليه السلام في رمضان من كلّ عام، وفي العام الذي تُوفّي فيه رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم، عَرَضه عليه مرَّتَين.
وقد خص الله رمضان بالقرآن؛ حيث أن الله أنزله إلى السماء دفعة واحدة في رمضان، ثمّ أنزله مُقسَّمًا على دفعات إلى رسول الله، وأول دفعة نزلت منه كانت في ليلة القدر في شهر رمضان في ليلة القدر.
وقد كان السلف الصالح يظهرون اهتمامهم بالقرآن في هذا الشهر الفضيل؛ فمنهم من كان يختم القرآن كلّ عشرة أيام، ومنهم كلّ سبعة أيام، ومنهم كلّ ثلاثة أيام.
وبهذا يُستحَبّ الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، ومدارسته في رمضان، ويُستحَبّ أيضًا الاجتماع في المساجد من أجل تلاوته، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ)، وقد ورد أنّ رسول الله كان يتدارس القرآن بين يدَي جبريل ليلًا؛ ففي الليل تتجلّى السكينة والهدوء، ولا يكون الإنسان مشغولًا عنه.
هذا الكتاب فرح به التابعون ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ لما فيه من الأوصاف العظيمة التي تكفل للناس سعادة الدارين، سعادة الدنيا وفوز الآخرة، فإن هذا الكتاب لا يقتصر نفعه على دار القرار -الدار الآخرة- بل يجني المؤمن ثماره في الدنيا قبل الآخرة، فهو الكتاب الذي تصلح به أمور الناس، وتستقيم به أحوالهم في الدنيا وفي الآخرة؛ ولذلك بشر الله به الناس عامة، فهو رحمة وهدى وشفاء، قال الله جل وعلا: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ
[الإسراء:82] وإنما خص المؤمنين بهذا؛ لكونهم المنتفعين من هذا القرآن، وإلا فإن القرآن رحمة لكل أحد، ففيه الهدى والنور، وفيه ترتيب شئون حياة الناس، وإصلاح دنياهم وآخرتهم؛ ولذلك فإن هذا الكتاب بهر عقول كثير من الناس حتى الذين لم يؤمنوا به، فإن ما فيه من البيان، وما فيه من الاعجاز، وما فيه من الأسرار التي لا يحيط بها عقل، ولا يدركها بيان، ولا يحيط بوصفها لسان؛ أمر يفوق الوصف، أمر يتجاوز التصور؛ وذلك لأنه كلام رب العالمين.
لكن حال هؤلاء تضعف حينما تتأثر بالقرآن عن حمل ما يرد على القلب، فهم معذورن لضعفهم عن تحمُّل ما يَرِدُ عليهم، لكنهم لا يُمدحون عليه.
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى": "الذي عليه جمهور العلماء: أن الواحد من هؤلاء إذا كان مغلوبًا عليه لم يُنكَر عليه، وإن كان حال الثابت أكمل منه، ولهذا لما سُئل الامام أحمد عن هذا فقال: قرئ القرآن على يحيى بن سعيد القطَّان فغُشي عليه، ولو قدر أحدٌ أن يدفع هذا عن نفسه؛ لدفعه يحيى بن سعيد، فما رأيتُ أعقلَ منه". أ هـ.
ولما اشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم – وَجَعُهُ؛ قيل له في الصلاة؛ فقال: ((مروا أبا بكرٍ، فلْيُصَلِّ بالناس)). قالت عائشةُ: إن أبا بكرٍ رجلٌ رقيق، إذا قرأ غَلَبَه البكاء! قال: ((مروه فيصلِّ))؛ رواه البخاري ومسلم.
وعن عبدالله بن شداد بن الهاد - رحمه الله – يقول: "سمعتُ نشيجَ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وإني لفي آخِر الصفوف، إنما أشكو بَثِّي وحزني إلى الله"؛ رواه سعيد بن منصور بإسنادٍ صحيح.
أما حالهم مع القرآن؛ مع آيات الوعيد: فالواحد منهم ما أن يسمع الآية إلا ويخشى أن يكون من أهلها!!
هذا حالهم مع أم الخبائث، التي إذا أُشْرِبَ القلب حبَّها صَعُبَ عليه الانفكاك منها؛ فلذا في هذا الزمان مَنْ أدمنها وغيرها من المسكرات يحتاج إلى علاجٍ صحيٍّ، وتهيئةٍ نفسيةٍ للتخلُّص منها، وربما عاد إليها، لكن مع قوة الإيمان؛ يغلب حبَّها خوفُ القلب من الله، وتعظيم النهي؛ فلذا يشغله خوفه من الله عن التفكير بها.
وقد كان السلف الصالح يظهرون اهتمامهم بالقرآن في هذا الشهر الفضيل؛ فمنهم من كان يختم القرآن كلّ عشرة أيام، ومنهم كلّ سبعة أيام، ومنهم كلّ ثلاثة أيام.
وعلى هذا المنوال ننسج تحدي التلاوة إن شاء الله، والتحديات كالتالي
التحدي الأول:
ختم القرآن كل ثلاث أيام، أي بمعدل 20 حزبا في اليوم، والطريقة المقترحة كالتالي:
صلاة الفجر : ثلاثة أحزاب قبلها و بعدها 6
صلاة الظهر : حزبين قبلها وحزبين بعدها 4
صلاة العصر: حزبين قبلها وحزبين بعدها 4
صلاة المغرب: حزب قبلها وحزب بعدها 2
صلاة العشاء: حزبين بعدها 2
المجموع 20 حزبا في اليوم
التحدي الثاني:
ختم القرآن كل أسبوع، أي بمعدل 10أحزاب في اليوم، والطريقة المقترحة كالتالي:
صلاة الفجر : حزبين قبلها وحزبين بعدها 4
صلاة الظهر : حزب قبلها وحزب بعدها 2
صلاة العصر: حزب قبلها 1
صلاة المغرب: حزب قبلها 1
صلاة العشاء: حزبين بعدها 2
المجموع 10 أحزاب في اليوم
التحدي الثاث:
ختم القرآن كل 10 أيام، أي بمعدل 6 أحزاب في اليوم، والطريقة المقترحة كالتالي:
صلاة الفجر : حزب قبلها وحزب بعدها 2
صلاة الظهر : حزب قبلها 1
صلاة العصر: حزب قبلها 1
صلاة المغرب: حزب قبلها 1
صلاة العشاء: حزب بعدها 1
المجموع 6 أحزاب في اليوم
التحدي الرابع:
ختم القرآن كل أسبوعين، أي بمعدل 4 أحزاب في اليوم، والطريقة المقترحة كالتالي:
صلاة الفجر : حزبين قبلها وحزبين بعدها 2
صلاة الظهر : نصف حزب قبلها 1/2
صلاة العصر: نصف حزب قبلها 1/2
صلاة المغرب: نصف حزب قبلها 1/2
صلاة العشاء: نصف حزب بعدها 1/2
المجموع 4 أحزاب في اليوم
التحدي الخامس:
ختم القرآن مرة واحدة، أي بمعدل 2 أحزاب في اليوم، والطريقة المقترحة كالتالي:
صلاة الفجر :نصف قبلها و بعدها حزب
صلاة الظهر :ربع قبلها 1/4
صلاة العصر: ربع قبلها 1/4
صلاة المغرب: ربع قبلها 1/4
صلاة العشاء: ربع بعدها 1/4
المجموع 2 أحزاب في اليوم
وهكذا يكون بين أيدينا خمسة نماذج لختم القران خلال رمضان فدفر بخيرها تنل العالي.
تعليقات
إرسال تعليق